حل درس نشأة التدوين التاريخي عند المسلمين التاريخ ثانوي

البيانات

حل درس نشأة التدوين التاريخي عند المسلمين التاريخ ثانوي

نشأة التدوين التاريخي عند المسلمين 

كان العرب قبل الإسلام يتناقلون أخبارهم و أيامهم وما يقع لهم من حوادث من طريق الروايات الشفهية ، فيجري تدوالها بينهم على شكل أخبار أو أشعار و ذلك لغلبة الامية عليهم إذ كانت ثقافتهم محفوظة في الصدور لا مكتوية في السطور 

وكانوا يؤرخون ببعض الحوادث الكبرى لديهم ، مثل : ( بناء الكعبة ) و ( عام الفيل ) أو ببعض أيامهم و حروبهم المشهورة مثل : ( حرب البسوس ) و ( يوم ذي قار ) فلما ظهر الإسلام جرى تغير نوعي في مفهوم التاريخ عند العرب فاتسع مداه الزمني ليشمل الأمم الماضية ، حيث دعا القرآن الكريم إلى العناية  باحوال الماضين و استخلاص العظة و العبرة من أخبارهم بل إن الكتاب العزيز أشار  إلى أن الإسلام هو دين جميع الانبياء و الرسل قال الله تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ )) آل عمران ، وهو الحنيفية دين إبراهيم الخليل قال تعالى : (( مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )) 

كما ظهرت الحاجة إلى العناية بالتاريخ لدى المسلمين عند بنائهم دولتهم الجديدة و ذلك بغرض الإفادة من تجارب الامم الاخرى في الإدارة و السياسة المالية وهو الأمر الذي دعا إلى توثيق ذلك في مدونات و كتب حفظا له 

أ- أسبابه 

يمكن إجمال اسباب التدوين التاريخي عند المسلمين فيما يلي : 

1- العناية بجمع أخبار السيرة النبوية منذ ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم فمبعثه فهجرته المباركة ثم أخبار بعوثه و مغازيه إلى حين انتقاله إلى الرفيق الاعلى 

2- معرفة أحوال الامم الماضية التي ورد ذكرها في القرآن الكريم 

3- اتساع مساحة البلاد الإسلامية و تضاعف أعباء إدارتها وهو ما شجع الخلفاء على مطالعة أخبار الأمم الاخرى و الإفادة  من تجاربهم في تنظيم شؤون الحكم و طرق تحصيل الاموال و حفظها و تدبير الحروب و مكايدها 

4- التمييز بين الاقاليم المفتوحة عنوة و التي فتحت صلحا لما يبنى على ذلك من ضبط مقادير الجباية و الخراج وهو ما استدعى جمع اخبار الفتوح الإسلامية و التدقيق في أزمنتها 

5- تجميد بعض أبناء المناطق المفتوحة و حوصهم على نشر تاريخها بين المسلمين 

6- ظهور تقويم ثابت عند المسلمين إذ اتفق المسلمين على اتخاذ الهجرة النبوية غلى المدينة اساسا على تحديد السنوات بالارقام لابالحوادث و المعارك و غيرها 

مهارة بحث 

السؤال : من خلال احد مصادر البحث يقرأ الطلبة عن : نشأة التاريخ الهجري .

الجواب : انشاءه الخليفة عمر بن الخطاب رض يالله عنه باستشارة عثمان بن عفات و علي بن أبي طالب و كانت عدة اراء لبداية العام الهجري إلا أنه تم اعتماد شهر (( محرم )) لانه منصرف الناس من حجهم فاتفقوا عليه تكون بداية السنة الهجرية من محرم و تنتهي بذي الحجة 

ب- تطوره 

1- كتابة السيرة النبوية :

لقد  كانت سيرة النبي صلى الله عليه وسلم محور عناية العلماء و المؤرخين المسلمين فهي فاتحة التاريخ الإسلامي و أول ما كتب من موضوعاته ، إذ بدأت العناية بها جمع الاحاديث النبوية و حين الفراغ من ترتيب الحديث و تبويب موضوعاته افردت السيرة النبوية بأبواب منفصلة عرفت بـ ( المغازي و السير ) و لذا جاءت طريقة رواية احداث السيرة متأثرة بطريقة رواية الحديث من حيث اعتماد الإسناد اساسا للرواية 

ويعد علماء المدينة من أوائل من دون و كتب احداث السيرة النبوية ، إذ كانت المدينة مثوى النبي صلى الله عليه وسلم  أصحابه الكرام و أهلها اعرف الناس باخبارهم وقد برز من عمائلها في السيرة : عروة بن الزبير ( ت 94 ت ) وأبان بن عثمان ( ت 105 هـ ) ومن بعدهم محمد بن إسحاق ( ت 151 هـ ) 

2- أخبار الفتوح و أخبار القدماء و الأمم المجاورة 

مع اتساع الفتوح الإسلامية اتسع نطاق البحث التاريخي فدونت أخبار الفتوح و أخبار القدماء و الامم المجاورة و ظهر إخباريون متخصصون في جمع اخبار الماضيين و أحوال الجاهلية و بدء حوادث الدعوة الإسلامية وما صاحبها من فتوحاات فازدادت المادة التاريخية عند المسلمين زيادة جوهرية و أمكن فيما بعد تصنيفها ضمن اربعة ابواب : هي : أخبار الامم الماضية ، و أحوال العرب قبل الإسلام و السيرة النبوية و الحوادث التاريخية للدول الإسلامية 

3- الرحلات و الترجمة 

بعد أن هدأت حركة الفتوح و اطمأن المسلمون في الأمصار الجديدة نشط فريق من طلبة العلم إلى الرحلة و التنقل في أرجاء البلاد الإسلامية الفسيحة فشاهدوا عجائب البلاد و آثارها و تحدثوا إلى علمائها . لإادى ذلك إلى توثيق الحوادث التاريخية ثم اسهم ازدهار حركة الترجمة في توثيق ااتدوين التاريخي . و ذلك بنقل عدد من الكتب التاريخية عن اللغات الاخرى الاجنبية  إضافة إلى أنه صار في الستطاعة المؤرخين أن يستفيدوا من العهود و الوثائق  الرسمية الصادرة من دواوين الدولة 

4- تواريخ المدن : 

تأثر التدوين التاريخي منذ القرن الثالث الهجري بالتفكك السياسي الذي أصاب الامة الإسلامية و حولها غلى دويلات متعددة فشاعت ظاهرة التدوين التاريخي غير الشامل و ظهرت تواريخ محلية ( تواريخ مدن ) و كتب تراجم و طبقات لعلماء كل إقليم مثل كتاب ( تاريخ بغداد ) للخطيب البغدادي ( ت 463 هـ ) و كتاب ( تاريخ دمشق ) لابن عساكر ( ت 571 هـ ) 

5- البعد الفلسفي 

عقب العدوان الصليبي على البلاد الإسلامية بين القرنين الخامس و السادس الهجريين ، و الهجوم المغولي و سقوط الدولة العباسية في بغداد سنة ( 656 هـ ) في القرن السابع الهجري ظهر بعد آخر في الكتاية التاريخية عند المسلمين بنحو منحى فلسفيا عميقا ، فيتأمل الحوادث و يبحث في أسباب قيام الدول وعلل سقوطها ومظاهر العمران فيها ، و ظهر ذلك لدى ابن خلدون في مقدمته الشهيرة لكتبه : ( العبر و ديوان المبتدأ و الخبر في ايام العرب و العجم و البربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الاكبر ) 

وهكذا تطور علم التاريخ عند المسلمين و تفرع ازدهر و أثمر 

 

شارك الملف

آخر الملفات المضافة