حل درس بين الإبداع والاجتهاد لغتي الخالدة ثالث متوسط

البيانات

حل درس بين الإبداع والاجتهاد لغتي الخالدة ثالث متوسط

 

حل درس الإبداع والاجتهاد 

 

النص الإثرائي 

بين الإبداع والاجتهاد 

تفخر المملكة العربية السعودية بنخبة من أبنائها الرواد الذين خاضوا غمار الحياة السياسية وأبحروا في ضروب الفن والأدب حتى صاروا أعلاما شاهدين على ما أحرزته بلادنا من تقدم ونهضة على المستويين السياسي والفكري في العصر الحديث ومن هؤلاء الرواد الدكتور غازي القصيبي رحمه الله الذي تميز بغنى شخصيته وتعدد مجالات الإبداع والتميز التي برز فيها وقد حرص على توظيف هذه الإمكانات ف يخدمة الصالح العام 

وقد التزم القصيبي بالدراسة من أدنى درجاتها حتى أعلاها ومارس الوظائف الرسمية مدرسا جامعياً وعميداً ومديراً لإدارات متعددة وسفيراً ثم ارتقى إلى الوزارة أعلى المناصب في الدولة وتنقل خلال دراسته وعمله في طيف واسع من الدول والمجتمعات من الأحساء إلى البحرين ثم إلى على الستين كتاباً تنوعت بين دواوين ومختارات شعرية روايات وسيرة ذاتية وكتب سياسية واجتماعية وأدارية ونال الكثير من الجوائز والتقدير 

وأمام هذا الكم الكبير من الوقائع والأنجازات لابد لأي مطلع واع أن يشعر بالاحترام والمودة لهذا الإنسان الذي بنى لنفسه بإدارة حازمة وبجد متواصل وبخبرة باهرة مكانة كبيرة حيث أصبح شخصية وطنية ودولية بارزة إن على المستوى الإداري أو الفكري أو السياسي 

وأول ما يلفت النظر في هذه الشخصية هو أنه شخص مبدع والإبداع يتمثل في قدرته على تحقيق التوافق بين المتناقصات بين هوايته الشعرية واختصاصه الدراسي القانوني وعمله الدبلوماسي والإداري فهو ناجح 

في كلا الطرفين نجح في الشعر فأصبح من كبار الشعراء امعاصرين في الوطن العربي ونجح في دراسته القانونية وفي عمله سفيراً ومديراً ووزيراً وهذا يحتاج من المرء قدرة غير عادية للجمع بين طرفه يبدو أن متناقضن الشعر الذي تسري فيه حرارة الوجدان ويندفع مسلحاً بالخيال ليتجاوز العادي والمألوف والقانون وما فيه من صرامه العقل وبرودة المنطق والمقاييس المحددة والعمل الدبلوماسي حيث الخطوات والكلمات المثقلة بالقيود والحسابات كما أن العمل الإداري الذي مارسه الشاعر كان بعيداً عن المجال الثقافي من صحة ومياه وكهرباء وسكك حديدية وهي شؤون علمية تعتمد على الأرقام ولإحصاءات 

في هذا التوافق بين الهواية والدراسة بين النزوع والعمل تكمن عبقرية غازي القصبي وقدرته على توظيف طاقته للصالح العام دون ان يلغي خياله انضباطه العقلي ودون أنتؤثر حساباته في فنه وإبداعه 

وهذه الميزة التي يتمتع بها القصيبي نفتقدها -للأسف - في كثير من مبدعينا الذين يحلقون إلى آفاق شاسعة في عالم الخيال ويعجرون عن السير خطوات في عالم الواقع 

والميزة الثانية للمبدع في المجال المعرفي أنه محب للتعلم فهو ظامئ - دائماً - لمعرفة جديدة يكتسبها ولا يدعي - مطلقاً - الاكتمال والامتلاء وهذا ما يحرص عليه الدكتور القصبي فمن أقواله (لا أزال أتعلم في كل يوم )

وهو في المجال الوظيفي لا يتردد في القيام بأي عمل يطلب منه مهما بدا صغيرا فلم يتوان عن إلصاق صور الطلاب على استمارات الاختبارات في بداية عمله الجامعي 

إذا كان للمبدع غازيالقصبي وجوه متعددة فإن الوجه الأبرز من بينها هوالإبداع الشعري وهو ما جعل اسمه يختزن في قلوب الكثير من محبي الشعر على امتداد الوطن العربي وقد أصدر القصبي خلال كسيرته الشعرية العديد من الدواوين منها ( أشعار من جزائر اللؤلؤ ) و( قطرات من ظمأ ) و( أنت الرياض )

وإذ نحيي الشاعر الكبير الدكتور غازي القصبي الذي أهدانا  من أعماق روحه ما أغنى أرواحنا فأنه بمنجزه الإبداعي الرائع يبرهن أن الجزيرة العربية التي أنجبت في تاريخها كبار الشعراء ما تزال أرضا ولوداً تنجب شعراء كباراً أنها أرض الفن والشعر كما هي أرض الرسالات السماوية 

 

شارك الملف

آخر الملفات المضافة