حل الوحدة الأولى سورة القصص (عناية الله بموسى عليه السلام) التفسير أول متوسط
مدخل
سورة مكية وعدد آياتها ثمانية وثمانون وبدأت بذکر وعد الله لأم موسی عليه الصلاة والسلام برجوعه رسولا منصورا ( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنّا رادّوه إليه وجاعلوه من المرسلين ) وختمت بذكر وعد الله لرسوله صلى الله عليه وسلم برجوعه منتصراً ( إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد ) فوعد الله حق وصدق.
ونزلت سورة القصص والمسلمون في مكة قلة مستضعفة، وكانت القوة والهيمنة بيد المشركين ، وقد لاقى رسول الله : وأصحابه منهم ألوانا من العذاب والقتل والتسلط، وكانت حالهم مشابهة للظروف التي مر بها موسى وقومه ، حيث تسلط فرعون وقومه على بني اسرائيل بذبح أبنائهم واستحياء نسائهم، فجاءت هذه السورة تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وبيان العاقبة بنصر الله وانتشار دعوة الاسلام في أرجاء المعمورة. وقصة موسی ع من أعظم قصص القرآن ، وهو أعظم أنبياء بني إسرائيل، وقد ذكرت قصصه في مواضع متعددة من كتاب الله ، لما فيها من العبر والعظات التي تجعل المتأمل والمتدبر فيها يعلم عظمة القرآن ، وبلاغة الإعجاز فيه ؛ وسنة الله الماضية في الصراع بين الحق والباطل .
تمهيد
كان فرعون قد رأى في المنام رؤيا فسرت له بأن هلاکه يكون على يد ولد يولد من بني إسرائيل، فأمر بقتل كل ولد ذكر يولد منهم، فنجي الله موسى % من القتل بما أوحاه إلى أمه أن تصنع به كما في الآيات الآتية من سورة القصص
الفوائد واستنباطات
۱. عناية الله تعالى بأنبيائه ورسله وعباده المؤمنين، وحمايته لهم من كيد الكائدين.
۲. إذا أراد الله نجاة عبده سلمه من المخاطر مهما أحاطت به، أو تمكن منه أعداؤه ، فالواجب اللجوء إليه والاعتصام به دون غيره .
٣. إذا أراد الله تعالى بعبده خيرا رعاه وحماه وهيأه للقيام بما أراد له من الخير ، كما حصل لموسی ع حيث تولاه الله تعالى منذ أن كان رضيعا.
4. الله سبحانه يملي للظالمين ويمهلهم، ولكنه ينتقم منهم إذا أصروا على باطلهم , كما حصل الفرعون وهامان وجنودهما حيث كذبوا بآيات الله ورسله.
5. الواجب على المسلم الامتثال لأمر الله تعالى، ولو شق ذلك على نفسه ، فإن العاقبة الحسنة له بعد ذلك، كما حصل لأم موسی ع حين امتثلت لأمر الله تعالى بإلقاء ابنها في اليم، فكانت العاقبة أن جعله الله نبيا من الصالحين.
6. في الآيات خبر غيبي لا يعلمه الرسول ة إلا من الوحي ، وهو الخبر عن موسى ، ولما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم لم يعترض عليه اليهود ، فدل ذلك على صدق النبي وما جاء به من القرآن
الفوائد و ارتباطات
1. ضعف الإنسان وحاجته إلى تثبيت الله تعالی عند الشدائد والكروب .
٢. الثبات والصبر عند الملمات من الإيمان .
3. تهيئة الله تعالى الأسباب لعودة موسى إلى أمه، حيث منعه الرضاعة من النساء، ليكون ذلك سببا لطيفا لعودته إلى أمه دون أن يشعر أحد بأنها أمه ، فسبحانه اللطيف الخبير.
4. مشروعية تعاطي الأسباب التي تجلب السرور وتزيل الأحزان .
5. وجوب التصديق بوعد الله، وأنه حق لا يتخلف، وذلك دافع للإنسان إلى العمل الصالح تصديقا بوعده سبحانه، حيث وعد عباده الصالحين بالفوز برضوانه والنصر على أعدائه.
6. الإحسان في طاعة الله وعبادته سبب النيل الحكمة والعلم، وقد قال الله تعالی : ( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً )
۷. آسية امرأة فرعون هي : آسية بنت مزاحم الذي كان ملك مصر في زمن يوسف . وعندما دعا موسى عليه إلى توحيد الله تعالی آمنت به وصدقته، قال فيها النبي لا: « کمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ، ومريم بنت عمران ، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام »
