حل درس تعتيق المعادن تربية فنية ثاني متوسط

عرض بكامل الشاشة

البيانات

نبذة عن استخدام المعادن المستهلكة في التشكيل المعاصر

استخدمت المعادن المستهلكة الناتجة من الأعمال الصناعية أو الناتجة من الاستخدامات اليومية كخامات جديدة في مجال الابتكار منذ مطلع القرن العشرين في التشكيل الفني كاستخدام جدید وقد استعمل الفنانين ألواحا وقضبانا ولوالب ومسامير وقطعة من آلات صناعية ونفذت بها أعمالا فنية بأسلوب جديد والسيطرة عليها بالوسائل التقنية التي تلائم طبيعتها ومدي استجابتها لما يطرأ عليها نتيجة التشكيل بها وفق تخيل الفنان وابتكاره ورؤيته الفنية، الشكل (114).

ومنهم الفنان ( بابلو بيكاسو ) حيث قدم في مطلع الثلاثينيات نوع مختلف من الأشكال ذات أبعاد ثلاثة من بقايا قطع معدنية واعتمد على شرائح معدنية أسلاك من الحديد وغيرها من المستهلكات المعدنية، الشكل (115)

- وكان في بادئ الأمر استخدام المعادن في التشكيل بحالتها الطبيعية الصناعية والمجردة التي تتجمع فيها على شكل آلة ما ، حتى أن الفنان قد استعمل في عمله قطعة من آلات صناعية ونفذ بها أعمالا فنية وكانت أقرب إلى مفهوم الآلة مما أوجد مفهوم "الفن الآلة " الشكل ( 116 ، 117 ) 

- ثم ظهرت في بداية القرن العشرين الحركة البنائية والإنشائية وقد اتصفت أعمال فنانيها بالتركيب المجرد ونفذت بخامات صناعية من المعادن المستهلكة بأنواعها مجسمات ذات أحجام متفاوتة إلى التشكيل المجسم الذي اعتمد على الأحجام الكبيرة والمختلفة في تناسق للعلاقات التشكيلية وتنظيم للمواد الصناعية ، الأشكال ( ۱۱۸ ، ۱۱۹ ، ۱۲۰ ).

- ظهر بعد ذلك نحت النفايات ومنها النفايات المعدنية في الفترة ما بين ( ۱۹۱۳ م ) و ( ۱۹۱۹ م ) الذي اعتمد على النحت البارز المجسم للقطع المعدنية المستهلكة في كتل المعادن ، أو استخدام قطع معدنية صغيرة في تنظيمات بنائية استخدمت فيها تقنية اللحام.

وأصبح الفنانين مهتمين بجمع النفايات الحديدية من بقايا الطائرات المتحطمة أو القديمة وأيضا السيارات والقطارات وغيرها واستخدامها كخامة أساسية في التشكيل واستفادوا من إمكانياتها ومميزاتها للعمل على إبراز مفاهیم تشكيلية جديدة في الأداء والصياغة ، الأشكال ( ۱۲۱، ۱۲۲، ۱۲۳)

المعادن المستهلكة في الأعمال الحديثة

اتجه العديد من الفنانين العالميين والمحليين إلى استخدام شتى أنواع المعادن في أعمال فنية مختلفة ابتداء من الأسلاك والمسامير والشرائح والعلب المعدنية حتى وصل فن التجميع من المعدات والآلات أو مخلفات المصانع والنفايات الحديدية وغيرها في أعمال جمالية لم تقتصر على اللوحات ذات بعدين بل إلى المجسمات التي تنوعت أحجامها حتى أصبحت لوحات جدارية ومجسمات ميدانية. وأصبحت حركة فن التجميع باستخدام عناصر الحياة العادية من المخلفات المعدنية لعمل تشکیلات ذات إتقان وجمال وابتكروا أساليب الإخراج والتعبير و تحويل المواد الصلبة إلى تحف فنية ذات قيم جمالية واضحة، الشكلين ( 120 ، 124 ) 

- ونجد أن بعض الفنانين تعمدوا استخدام المعادن القديمة بحالتها المتأثرة بعوامل التعرية كالصدأ والتغيرات اللونية التي تتنوع من اللون البني إلى الأسود، فنفذوا أعمال ولوحات من المعادن أو المستهلكات المعدنية القديمة أثارت الانتباه إلى هذا النوع من التأثيرات فظهر اتجاه جديد وهو استخدام و المعادن المعتقة أو تعتيقها بمواد معينة، الأشكال ( ۱۲۹ ، ۱۲۷ ، ۱۲۸ ، ۱۲۹ )

ألوان المعادن

لقد لاحظ الإنسان أن عوامل الطبيعة بحرارتها ورطوبتها تتفاعل مع المعادن وتكسبها ألوانا جميلة مميزة، كما أن تأثيرات هذه الألوان على المعادن تختلف من بيئة لأخرى فالمعادن الموجودة في بيئة ساحلية أو زراعية تتلون بألوان تختلف عن تلك الموجودة في بيئة صناعية . فالتأثيرات التي على المعادن هي نتاج تفاعل بين المعادن والمكان الموجودة به، الشكل (۱۳۰).

ومن هنا حاول الفنان أن يحصل على هذه التأثيرات اللونية للأعمال المعدنية وبذلك أصبح التلوين والتعتيق يعمل على أكسدة للسطح المعدني بصورة أسرع من الأكسدة البطيئة التي كانت تحدث بفعل عوامل الطبيعة ، وهذه الأكسدة تعطي تأثيرات جمالية قديمة أو عتيقة ، ومن هنا تمت تسميتها بالتعتيق

ماهو التعتيق : ANTIJUINJ

استخدم التعتيق منذ القدم باستخدام المينا السوداء وتكون من خليط الرصاص والنحاس والكبريت وملح النشادر حيث تضاف على سطح المعدن في أماكن تم طرقها لتأكيد إبراز الخطوط الرفيعة والمساحات الخلفية.

ثم اكتشف بعض الحرفيين القدماء أنه يمكن محاكاة الطبيعة في تعتيم الألوان والحصول على نتائج جمال المشغولات المعتمة طبيعياً ، وسميت هذه الطريقة بالتعتيق وهي تكون أكثر تأثيرا على المعادن المزخرفة بالحفر ، فعملية تعتيق النحاس ( تعني تغيير لونه إلى اللون البرونزي الغامق كما في النحاسيات العتيقة ) ، وعملية التعتيق إما أن تكون للمساحات الشاغرة حول التصميم أو للتصميم نفسه ، الذي تم إبرازه على وجه قطعة النحاس وتكون أكثر تأثيراً للمعادن المزخرفة بالغائر أو البارز بسبب عدم انتظام سطح المشغولات المزخرفة، الأشكال ( ۱۳۱ ، ۱۳۲ ، ۱۳۳ ).

طرق التعتيق 

هناك عدة أساليب لإضفاء صبغة التعتيق على المشغولات المعدنية وهي كما يلي : 

أ- استخدام الأساليب الكيميائية ولها عدة طرق منها :

الطريقة الأولى : 

استخدام محلول سولفور البوتاسيوم أو " كبريتيد البوتاسيوم" على سطح المشغولات النحاسية للحصول على ألوان برونزية تتدرج من البني حتى الأسود كما في الشكل ( 134 ) 

الطريقة الثانية : استخدام هيبو كبريتات الصوديوم وخلات الرصاص للحصول على ألوان زرقاء الشكل ( 134 ) 

الطريقة الثالثة : التلوين بالتسخين :

إن تسخين النحاس يجعله يتعرض لتغيرات في مظهره ، تعتمد على شدة الحرارة ومدة تعرضه لها فهو يمر بالتدرج من اللون الأحمر إلى درجات لونية أغمق مع تعاقب الدرجات اللونية المتداخلة ، والتمرير السريع للمعدن خلال اللهب المتكرر حيث ينتج عنه ألوان بديعة وللحصول على تأثیرات

شارك الملف

آخر الملفات المضافة