حل درس المبادئ والقيم الإسلامية في عصر الخلفاء الراشدين دراسات اجتماعية أول متوسط

البيانات

المبادئ والقيم الإنسانية في عصر الخلفاء الراشدين 

 

ماذا عمل الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ؟

بعدما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمع المسلمون من المهاجرين والأنصار في سقيفة بني ساعدة، وأخذوا يتشاورون في شأن من يتولى أمر المسلمين، فتكلم الأنصار وقالوا رأيهم، وتكلم المهاجرون وقالوا رأيهم، واستقر الرأي بعد المشاورات بينهم على مبايعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم

ومن أبرز نماذج الشورى ما يأتي : 

١- المشاورة في أمر الخلافة : 

عندما أحس أبو بكر الصديق رضي الله عنه بدنو أجله خشي على المسلمين من الاختلاف، فرأي أن يحتاط لهذا الأمر، فجمع أهل الرأي والمشورة، واستشارهم في استخلاف عمر بن الخطاب رضي الله عنه من بعده ، فأثنى عليه الجميع خيراً ، فطلب من عثمان رضي الله عنه أن يكتب عهده العمر له بالخلافة. 

2- المشاورة في الشؤون المالية : 

اتسعت البلاد الإسلامية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وازدادت ثرواتها لهذا التوسع وما حصلت عليه من أموال الراج والجزية ، فكان لا بد من نظام مستقر توزع على أساسه الغنائم، فاستشار عمر رضي الله عنه أصحابه في هذا الأمر ، فأشار أحد الصحابة باتخاذ الدواوين كما يفعل ملوك الشام ، واستحسن عمر رضي الله عنه هذا الرأي وأنشئت الدواوين.

٣- المشاورة في الشؤون الشرعية : 

في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه رأى حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن الناس مختلفون في قراءة القرآن الكريم ، فركب إلى الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه وأخبره بما حدث ، وقال : أدرك هذه الأمة قبل أن تختلف في كتابها مثل اختلاف اليهود والنصارى ، فجمع عثمان رضي الله عنه حالة الصحابة واستشارهم، وانتهى الرأي إلى كتابة المصحف على طريقة واحدة توافق أعلى اللغات وهي لغة قريش وأن يجمع الناس في الأقاليم على القراءة به. 

4- المشاورة في الشؤون الأمنية : 

 وصل إلى الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه كتاب من القائد معقل بن قيس المكلف بمحاربة أحد الخوارج ، فجمع أصحابه وقرأ عليهم كتاب القائد معقل، وطلب منهم الرأي ، واجتمع رأي عامتهم على قول واحد ، هو : نرى أن تكتب إلى معقل فيتبع أثر الفاسق ، فلا يزال في طلبه حتى يقتله ، أو ينفيه ، فإنا لا نأمن أن يفسد عليك الناس.

القيم في سير الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم

1- العطاء : 

نادي رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه بالتهيؤ لغزوة من الغزوات، وكانت البلاد تعاني الجدب والتمرة، فبادر الصحابة رضي الله عنه بالصدقة كل حسب مقدرته ، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يملك ما ففرح بذلك ، وقال : اليوم أسبق أبا بكر ، فجاء بنصف ماله ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم  : « ما أبقيت ، لأهلك ؟ » ، قال عمر رضي الله عنه : أبقيت لهم مثله. وأتى أبو بكر الصديق بكل ما عنده ، فقال له الرسول : « يا أبا بكر ، ما أبقيت لأهلك ؟ » ، قال : أبقيت لهم الله ورسوله ، قال عمر : لا أسبقه إلى شيء أبداً (أخرجه الترمذي). 

وأتى عثمان بن عفان رضي الله عنه وقدم ثلاثمئة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله (أي : بأكسيتها ، وهو ما يوضع على ظهر الدابة للركوب). وفي تجهيز جيش العسرة جاء عثمان رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار في كمه ، فتنثرها في حجره ، فشر الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا ، وجعل يقلبها ويقول : « ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم » ( أخرجه الإمام أحمد )

٢- التواضع : 

كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه تاجراً يبيع ويشتري ، وله أغنام يرعاها أحيانا بنفسه ، وكان يحلب للحي أغنامهم، فلما بويع بالخلافة قالت جارية من الحي: الآن لا تحلب لنا مناناً ، فسمعها أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال : بلى لعمري لأحلبها لكم، وإني لأرجو ألا يغيرني ما دخلت فيه من خلق كنت عليه، فاستمر يحلب لهم. 

٣- المساواة : 

 كان من عدل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه إذا أمر عامة الناس بشيء، أو نهاهم عنه ، جمع أهل بيته فأعلمهم وشدد عليهم باجتناب ما نهي عنه وإلا كانت عقوبتهم أشد. فقد روى ابنه عبد الله رضي الله عنه أنه كان إذا نهى الناس عن شيء جمع أهل بيته فقال لهم : إني نهيت الناس عن كذا وكذا، وإن الناس ينظرون إليكم نظر الطير (يعني إلى اللحم)، وأقسم بالله لا أجد أحد منكم فعله إلا أضعف عليه العقوبة.

4- حسن التعامل :

 اشترى عثمان بن عفان رضي الله عنه انه من رجل أرض فلم يأتي البائع لقبض الثمن، فلقيه فقال له: ما منعك من قبض مالك ؟ فقال الرجل : إنك غبتي، فما ألقى من أحد إلا وهو يلومني، فقال: أو ذلك يمنعك ؟ قال : نعم ، قال : فاختر بين أرضك ، ومالك ، ثم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  : أدخل الله الجنة رجلاً كان سهلا مشترية وبائعاً ، وقاضية ومقتضياً  (أخرجه الإمام أحمد).

5- التقدير : 

جاء رجل إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال : يا أمير المؤمنين ، إن لي إليك حاجة فرفعتها إلى الله عز وجل قبل أن أرفعها إليك، فإن قضيتها حمد الله وشكرتك، وإن لم تقضها حمد الله وعترتك، فقال علي ري الله عنه : اكتب حاجتك على الأرض فإني أكره أن أرى ذل السؤال في وجهك، فكتب : إني محتاج ، فقال علي رضي الله عنه : علي بحلة ، فأتي بها ، فأخذها الرجل فلبسها، وأثنى على على الله، فقال علي : علي بالدنانير، فأتي بمئة دينار فدفعها إليه، فقال أحد الحاضرين: يا أمير المؤمنين ، مملة ومئة دينار ؟! قال : نعم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أنزلوا الناس منازلهم»، وهذه منزلة هذا الرجل عندي. 

6- التسامح : 

كان الخليفة عمر بن الخطاب  رضي الله عنه يسأل الوافدين عليه من الأقاليم عن حال غير المسلمين عندهم، خشية أن يكون أحد من المسلمين قد آذاهم، فيقولون له: ما نعلم إلا وفاء. وكذلك أعطى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أماناً لأهل بيت المقدس من النصارى نص على حريتهم في معابدهم وشعائرهم

يربط الطلبة بين الموقف والخلق في القصة الآتية : 

علم الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن هناك امرأة عجوزا عمياء في أطراف المدينة، فعزم على أن يتعهدها، يسقي لها الماء ويقوم بأمرها، وكان إذا جاء إليها وجد غيره قد سبقه إلى خدمتها، فجاء أكثر من مرة يبق إليها، فرصده عمر فإذا الذي يأتيها أبو بكر الصديق رضي الله عنه وهو خليفة.

التسابق في عمل الخير و التواضع

يستنتج الطلبة بعض الفوائد من هذا الموقف. ا أصاب الناس حاجة وقلة في الأرزاق، فغالى التجار في أسعار البضائع، فوصلت قافلة من الشام لعثمان بن عفان رضي الله عنه تضم ألف بعير، محملة بالطعام والخيرات ، فتبادر التجار إليه يحاولون شراءها ، وكلما عرضوا عليه ثمنا قال : قد دفع فيها أكثر ، حتى وصلوا إلى مبلغ كبير ، فقال : قد دفع فيها أكثر ، فقالوا : نحن تجار المدينة ومن يدفع غيرنا ؟! قال : إن الله أعطاني بكل درهم عشراً ، ثم فرقها على فقراء المدينة

ثواب الله أعظم من ريح أي تجارة 

الإحسان للمسلمين في أزمانهم

التواضع وعدم الإحتكار.

شارك الملف

آخر الملفات المضافة