غزوات النبي محمد صلى الله عليه وسلم
اشتملت سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم على كثير من المواقف العظيمة في غزواته من الأخلاق والقيم ، فما أبرز تلك الغزوات ونتائجها ؟
الدعوة إلى الإسلام
دعوة الإسلام دعوة للناس أجمعين ، قال تعالى : ( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) ( سبأ ) ولهذا سعى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن أسس قواعد بناء الدولة في المدينة المنورة إلى نشر الإسلام والتصدي لكل من يحاول أن يقف في وجه الدعوة ، ولتحقيق ذلك جهز النبي صلى الله عليه وسلم عدداً من الغزوات والسرايا.
غزوة بدر 2 هـ
لما بلغ النبي محمد صلى الله عليه وسلم قدوم أبي سفيان من بلاد الشام إلى مكة بقافلة تجارية لقريش ، رأی صلى الله عليه وسلم أن يعترض تلك القافلة التي كان جزء منها مأخوذة من أموال المهاجرين ، وأن يعيد للمسلمين ما سلب منهم ، ثم قرر أبو سفيان تغيير خط سير القافلة إلى طريق الساحل ؛ فنجا بها ، وبعث إلى قريش يخبرها بأمر جيش المسلمين ويطلب نجدتهم ، فخرجت قريش لقتال المسلمين ، فأخبرهم أن لا حاجة لتحرك الجيش ، لكن أبا جهل أصر على متابعة المسير ، فعسكر جيش قريش في موقع بدر منتظرين قتال المسلمين ، فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه رضي الله عنهم في قتال جيش قريش أو العودة ، فأيدوه في قتالهم
-.ما سبب اتجاه أبي سفيان بالقافلة نحو طريق الساحل ؟
لتجنب لقاء المسلمين بعد أن علم بمجيئهم لاستعادة أموالهم من القافلة
- ما الذي كان يميز موقع جيش المسلمين عن موقع جيش المشركين ؟
وجود بئر بدر في موقع المسلمين
غزوة أحد 3 هـ
سار النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالجيش ، وعسكر بهم أمام جبل أحد ، ووضع (۵۰) رامية على جبل يعرف الآن بجبل عينين لحماية ظهور المسلمين ، وأمرهم بألا ينزلوا عن الجبل مهما تكن النتائج ، بدأ جيش المشركين في التراجع ، عندها ظن الرماة أن الهزيمة حلت بجيش قريش ، فتركوا مواقعهم - إلا قليلا منهم - ليشاركوا في جمع الغنائم ؛ وهو ما أحدث ثغرة في جيش المسلمين ، فاستغل خالد بن الوليد ذلك - وكان حينها أحد قادة جيش المشركين قبل إسلامه - والتف خلف الجبل ، ثم هاجم المسلمين وهزم جيشهم .
غزوة الخندق 5 هـ
لما سمع النبي و بتحركات الأحزاب استشار أصحابه في الأمر، فأشار عليه الصحابي سلمان الفارسي انه بحفر الخندق في الجهة المعرضة للهجوم، فحفروه ، واقتحم بعض فرسان الأحزاب الخندق فتصدى لهم علي بن أبي طالب رنة مع نفر من المسلمين وانتصروا عليهم.
أمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم نعیم بن مسعود رضي الله عنه الذي أسلم دون علم قومه أن يزعزع صفوف الأحزاب بالخدعة ، فاستطاع بما وهبه الله من ذكاء أن يفرق بين قريش والقبائل الأخرى وحلفائهم من اليهود، وأوقع في نفوس كل منهم الشك في الآخر، وكان لهذا العمل أثر كبير في إضعاف المتحالفين، ثم هيأ الله النصر للمسلمين، فأرسل على الأحزاب الريح الباردة الشديدة التي اقتلعت خيامهم، وكفأت قدورهم، وأصابتهم بالهلع، فرجعوا إلى بلادهم خائبين. قال تعالى: ( يأيها الذين آمنوا أذكروا نعمة الله عليكم إن جائتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها وكان الله بما تعملون بصير ) ( الأحزاب )
فتح مكة 8 هـ
لماذا عزم النبي محمد صلى الله عليه وسلم على فتح مكة الكرمة
في السنة السادسة من الهجرة خرج النبي صلى الله عليه وسلم على رأس (1400) من المسلمين قاصدا مكة المكرمة يريد أداء العمرة ، فوصل إلى الحديبية ( الشميسي الآن ) ، وفاوضته قريش وعقدت معه صلح الحديبية الذي تضمن تأجيل دخول المسلمين مكة المكرمة لأداء العمرة إلى العام التالي ، ووقف القتال عشر سنوات.
خطة الفتح
بعد أن تأكد النبي محمد صلى الله عله وسلم من نقض قريش الصلح أمر أصحابه رضي الله عنهم بالتجهيز للغزو وكتمان الأمر ، وتوجه بهم نحو مكة المكرمة سراً حتى لا ينتشر الخبر ، وقد بلغ عدد الذين خرجوا معه ( 10,000 ) عشرة آلاف رجل ، حتى وصل بهم مر الظهران ( وادي فاطمة حالياً ) ، فأوقدوا النيران ، ثم قسمهم أربع فرق.
أحداث الفتح
أمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم الفرق أن تدخل مكة المكرمة، وألا تقاتل إلا إذا أكرهت على القتال ، ثم تحركت كل فرقة في الطريق الذي أمرت بالدخول منه.
دخول النبي محمد صلى الله عليه وسلم مكة المكرمة
استسلمت قريش ، فدخل النبي محمد صلى الله عليه وسلم مكة المكرمة وهو مطأطئ رأسه ، حتى إن دقنه كادت تلامس واسطة رحله تواضعة لله ، ثم أمر بتحطيم الأصنام ، وتطهير البيت الحرام منها ، وشارك بيده الشريفة في تكسيرها ، فجعل يطعنها بعود في يده ، ويقول: «جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً » ، ثم طاف حول الكعبة وأمر بفتحها ، فدخلها وصلی فيها ركعتين.
ما موقف النبي محمد من قريش الذين طالما ناصبوه العداء ؟
عندما خرج النبي محمد صلى الله عليه وسلم من الكعبة كانت قريش قد ملأت المسجد صفوفاً ينتظرون ما يصنع بهم ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وأعز جنده ، وهزم الأحزاب وحده ، ثم قال : «ي ا معشر قريش ، ما تظنون أني فاعل بكم ؟ » فقالوا : خيرً ، أځ كريم ، وابن أخ كريم ، قال : « فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته : لا تثريب عليكم اليوم ، اذهبوا ، فأنتم الطلقاء ». لقد ضرب النبي محمد صلى الله عليه وسلم بهذا مثلاً رائعاً في العفو عند المقدرة ، مظهراً قيم التسامح والرحمة.
نتائج فتح مكة المكرمة :
1- إقبال الناس على دين الله أفواجاً ، وهذا يؤكد أثر إزالة العوائق والعقبات التي تحول بين الناس ودعوة الإسلام ، قال تعالى : و إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً فسيح بحمد ريك واستغفره إنه كان تواباً ( النصر ).
۲- تطهير البيت الحرام من الأوثان والأصنام.
٣- انتشار الإسلام ، فقد أخذت قبائل شبه الجزيرة العربية تفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم في العام التاسع ، لتعلن إسلامها ، فسمي هذا العام عام الوفود
4- تمهيد الطريق لتوحيد جميع أرجاء شبه الجزيرة العربية ، ونشر الإسلام خارجها .
الدروس المستفادة من فتح مكة المكرمة :
نستفيد من أحداث فتح مكة المكرمة دروس مختلفة ، من أبرزها ما يأتي :
1- أهمية العهود ولزوم تجنب نكثها ، وسوء عاقبة الخيانة ونقض العهد .
۲- تواضع النبي محمد الا وهو يدخل مكة المكرمة منتصراً
٣- عفو النبي وصفحه عن المسيئين له صلى الله عليه وسلم ، ومعاملته صلى الله عليه وسلم الحسنة لهم.
4- التخطيط وحسن التدبير في مواجهة الأعداء.
۵- وحدة الصف والتكاتف بين أصحاب رسول الله